أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي *** وأســـــمعت كلماتي من به صمم
الخيل والليل والبــيداء تعرفـني *** والسيف والرمح والقرطاس والقلم
سيعلم الجمع ممن ضمّ مجلسنا ***بأنني خير من تسعى به قدم
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي *** وأسمعت كلماتي من به صمم
أنام ملء جفوني عن شواردها ***ويسهر الخلق جرَّاها ويختصم
ما كانَ أَخلَقَنا مِنكُم بِتَكرُمَةٍ *** لَو أَنَّ أَمـرَكُمُ مِن أَمـرِنا أَمَمُ
وَبَينَنا لَو رَعَيتُم ذاكَ مَعرِفَةٌ ***إِنَّ المَعارِفَ في أَهلِ النُهى ذِمَمُ
كَم تَطلُبونَ لَنا عَيباً فَيُعجِزُكُم *** وَيَكرَهُ اللَّّـهُ ما تَأتونَ وَالكَرَمُ
ما أَبعَدَ العَيبَ وَالنُقصانَ عَن شَرَفي *** أَنا الثُريَّّا وَذانِ الشَيبُ وَالهَرَمُ
ولم يتوقف الشاعر الأبيّ عند هذا بل أضاف:
أَرى النَوى تَقتَضيني كُلَّ مَرحَلَةٍ *** لا تَستَقِلُّ بِها الوَخّادَةُ الرُسُمُ
لَئِن تَرَكنَ ضُمَيراً عَن مَيامِنـِنا *** لَيَحدُثَنَّ لِمَن وَدَّعتُهُم نَدَمُ
إِذا تَرَحَّلتَ عَن قَومٍ وَقَد قَدَروا *** أَن لا تُفارِقَهُم فَالراحِلونَ هُمُ